تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يجعلنا أكثر غباءً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي أكثر غباءً؟ هذا محتمل وفقاً لإحدى أكبر شركات الذكاء الاصطناعي في العالم وتلك هي خلاصة تقرير لديبوراه براون وبيتر إليرتون من جامعة كوينزلاند.

ووفقاً للتقرير، “لا يجد معظمنا متسعاً من الوقت لممارسة الكثير من التفكير. فكم مضى منذ أن حاول أي منا إجراء عملية قسمة كأن يعثر على إجابة لتقسيم 16951 على 67 من دون قلم وورقة أو آلة حاسبة؟ وكم منا يتمكن أصلاً من القيام بالتسوق الأسبوعي من دون قائمة محضرة أو باستخدام الهاتف؟

هذا النمط يطرح السؤال التالي: بالاعتماد على هذه الأجهزة للمساعدة في تسهيل حياتنا، هل نجعل أنفسنا أكثر ذكاءً أم أكثر غباء؟ وهل استبدلنا مكاسب الكفاءة بالاقتراب من الغباء؟

تكتسب هذه الأسئلة أهمية خاصة في ما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، روبوت الدردشة الذكي المملوك من شركة OpenAI للتكنولوجيا، والذي يستخدمه زهاء 300 مليون شخص كل أسبوع.

ووفقاً لورقة بحثية حديثة أجراها فريق من الباحثين من مايكروسوفت وجامعة كارنيجي ميلون في الولايات المتحدة، قد تكون الإجابة على الأسئلة بنعم. ولكن القصة لا تنتهي عند هذا الحد.

التفكير الجيد

الباحثون تولوا تقييم كيفية إدراك المستخدمين لتأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على تفكيرهم النقدي. وتجدر الاشارة إلى أن التفكير النقدي يتعلق بالتفكير الجيد عموماً.

وإحدى الطرق التي نقوم بها بذلك هي الحكم على عمليات تفكيرنا الخاصة وفقاً للمعايير والأساليب الراسخة للتفكير الجيد. وتتضمن هذه المعايير قيماً مثل الدقة والوضوح والاتساع والعمق والملاءمة والأهمية وقوة الحجج. وتشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على جودة التفكير تأثير وجهات نظرنا الحالية للعالم والتحيزات المعرفية والاعتماد على النماذج العقلية غير المكتملة أو غير الدقيقة.

ويتبنى مؤلفو الدراسة الحديثة تعريفاً للتفكير النقدي وضعه عالم النفس التربوي الأميركي بنيامين بلوم وزملاؤه عام 1956. وهذا ليس تعريفاً على الاطلاق، كما أن التصنيف ليس هرمياً، بل هو مجرد طريقة هرمية لتصنيف المهارات المعرفية، بما في ذلك تذكر المعلومات والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقييم.

ويفترض هذا التصنيف على وجه الخصوص وجود تسلسل هرمي للمهارات المعرفية بحيث يتم بناء ما يسمى بالمهارات “الأعلى مرتبة” على المهارات “الأقل مرتبة”. ولا يصمد ذلك على أسس منطقية أو قائمة على الأدلة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون التقييم، الذي يُنظر إليه عادةً على أنه عملية ذروة أو أعلى مرتبة، بداية للاستقصاء أو من السهل جداً القيام به في بعض السياقات. إن السياق أكثر من الادراك هو الذي يحدد تعقيد التفكير.

المشكلة في استخدام هذا التصنيف في الدراسة هي أن العديد من منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي تستخدمه أيضاً لتوجيه مخرجاتها الخاصة. لذلك يمكن تفسير هذه الدراسة على أنها اختبار ما إذا كان الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالطريقة التي تم تصميمه بها، فاعلاً في صياغة كيفية تفكير المستخدمين في التفكير النقدي.

ويغيب عن تصنيف بلوم جانب أساسي من التفكير النقدي: حقيقة أن المفكر النقدي لا يؤدي هذه المهارات المعرفية وغيرها الكثير فحسب، بل يؤديها بصورة جيدة. إنهم يفعلون ذلك لأن لديهم اهتماماً شاملاً بالحقيقة، وهو شيء لا تمتلكه أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وكشفت الأبحاث المنشورة في وقت سابق من هذا العام عن “ارتباط سلبي كبير بين الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرات التفكير النقدي”.

واستكشفت الدراسة الجديدة هذه الفكرة بصورة أكبر. وقد أجرت الدراسة استطلاع رأي 319 من العاملين في مجال المعرفة مثل ممارسي الرعاية الصحية والمعلمين والمهندسين الذين ناقشوا 936 مهمة أجروها بمساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن المستخدمين يعتبرون أنفسهم يستخدمون التفكير النقدي بشكل أقل في تنفيذ المهمة، مقارنة بتوفير الإشراف في مراحل التحقق والتحرير.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين منحوا ثقة أعلى للذكاء الاصطناعي أظهروا عموماً تفكيراً أقل انتقاداً، في حين أن الأشخاص الذين احتفظوا بثقة أعلى في أنفسهم مالوا إلى إظهار المزيد من التفكير النقدي.

وهذا يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يضر بالتفكير النقدي لدى المرء شريطة أن يمتلكه في البداية.

ومن المثير للمشكلات أن الدراسة اعتمدت كثيراً على التقارير الذاتية، والتي يمكن أن تخضع لمجموعة من التحيزات وقضايا التفسير. وبصرف النظر، عرّف المستخدمون التفكير النقدي على أنه “تحديد أهداف واضحة وصقل المطالبات، وتقييم المحتوى الناتج لتلبية معايير ومقاييس محددة”.

التحول إلى مفكر ناقد

ويوصي المؤلفان مطوري الذكاء الاصطناعي التوليدي بإضافة ميزات لتحفيز الإشراف النقدي للمستخدمين. ولكن هل هذا كاف؟ التفكير النقدي ضروري في كل مرحلة قبل استخدام الذكاء الاصطناعي وأثناءه، عند صياغة الأسئلة والفرضيات التي سيتم اختبارها، وعند استجواب المخرجات بحثاً عن التحيز والدقة.

الطريقة الوحيدة لضمان عدم إلحاق الذكاء الاصطناعي التوليدي الضرر بتفكيرك النقدي هي أن تصبح مفكراً ناقداً قبل استخدامه.

ويتطلب التحول إلى مفكر ناقد تحديد وتحدي الافتراضات غير المعلنة وراء الادعاءات وتقييم وجهات النظر المتنوعة. كما يتطلب الأمر ممارسة التفكير المنهجي والمنظم والتفكير التعاوني لاختبار الأفكار والتفكير مع الآخرين.

أخيراً، هل يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يجعلنا أفضل في التفكير النقدي؟ ربما إذا حافظنا على الحذر، فقد نتمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحدي أنفسنا وتعزيز تفكيرنا النقدي. ولكن في الوقت عينه، لا بد من اتخاذ خطوات لتحسين تفكيرنا النقدي بدلاً من ترك الذكاء الاصطناعي يقوم بالتفكير نيابة عنا”.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا